هل العمل المستقل مناسب لك؟

كثر الحديث مؤخرًا عن منافع العمل المستقل؛ وتوجّه كثير من الشباب والشابات لبناء حياتهم العملية “الحرّة” من خلاله.لكن كيف تتأكد بأنّ هذه الفكرة المدهشة -والحالمة أحيانا- مناسبة لك؟ هل كل موظف يعمل اليوم مؤهل لترك وظيفته والانتقال للعمل المستقل؟ هل يعني توجهك للعمل المستقل غياب المرونة وحضور المتعة والترفيه فقط؟ لنجيب على هذه الأسئلة المتعددة ينبغي التفكير في سمات شخصية العامل المستقل المثالية، أو بكلمات أخرى: كيف يمكنك النجاح في العمل المستقل؟

سمات المستقل الناجح

١- شغف لا محدود بموهبتك
الشغف أحد محركات العمل الأساسية لدى المستقلين على اختلاف تخصصاتهم. وهو ما يفصل بين الأشياء التي نقوم بها من باب الاعتياد وبين تلك التي لا نستطيع العيش بدونها. إذا كنت تعمل بمهنة تحبّها ستبقى متيقظا تبحث سبل تطوير أدائك.

٢- مهارات تواصل وملاحظة متطورة

يحتاج المستقل لمهارات تواصل تساعده في متابعة عمله مع الجهات المختلفة. هناك المراسلات التي تحتاج إلى ردّ، والاجتماعات الذكية التي تعرض من خلالها خدماتك ومهاراتك. وأيضًا احتياجات العملاء التي تتفاوت بتفاوت المشاريع. الموضوع يختلف مع العمل المستقل لأنك لست ضمن مجموعة تحت إدارة واحدة، تعمل بتناغم وفي أوقات محددة. العمل المستقل تأتي معه الكثير من السلاسل المفتوحة، والملفات التي تحتاج متابعة وإغلاق وكل ذلك يتم بجهودك وانتباهك.

٣- تقبّل الانتقاد والرفض

في العمل المستقل نحن معرّضين للنقد المستمر، الكثير من الإشادة والتقدير وبالمقابل الكثير من الرفض. يجب أن تكون مستعد لذلك خصوصًا إذا كنت مبتدئًا تبحث عن تطوير مهاراتك بالعمل على كل مشروع جديد.

٤- الفضول

الفضول هو الضوء الذي يرشدنا لأماكن جديدة. الأمر نفسه في العمل المستقل. كيف نكتشف مشاريع جديدة؟ تحديات جديدة؟ عملاء جدد؟ إذا كنا لا نملك الفضول سنبقى في مكان واحد. نعمل بنفس الطريقة ونكرر نفس الأخطاء. في مجالات العمل التقليدية يحصل الموظف على توجيه من رؤسائه، وعلى قائمة مهام متجددة كل فترة. لكن مع العمل المستقل وبينما تدير كل مهامك ستحتاج إلى الفضول لاكتشاف أبعاد أخرى.

٥- انضباط واهتمام بالعمل

في العمل المستقل لا يوجد بصمة رقمية تلزمك بالحضور يوميا ولنفس المكان. لا يوجد قيود على العمل سوى العقود التي تربطك بعملائك. إذا لم تكن لديك القدرة على الانضباط والدافع الداخلي للاستيقاظ والإنجاز كل يوم فالعمل المستقل للأسف ليس لك.

٦-ثقة عالية

يمكنك تحقيق أعلى أداء عندما تشعر بالثقة العالية تجاه نفسك، ومهاراتك وما تقدمه لعملائك وشركائك.

٧-المرونة

إذا كانت المرونة إحدى أهم ميزات العمل المستقل والتي تدفع بالكثيرين من الموظفين اليوم للتوجه إليه، فهي بالمقابل أهم ميزة يجب أن تتوفر في شخصياتهم. كي تنجح كمستقل تحتاج الاستعداد لكل الظروف والمواقف المتوقعة وغير المتوقعة. يمر المستقل بفترات انعدام الشغف، أو انعدام المشاريع ويتعامل مع مختلف الشخصيات. إذا لم يكن مرنًا سيخسر الكثير من طاقته واستعداده للمتابعة. فالمرونة هي ما يعطيه الأمل والحماس وهي ما يجعل فترات التجربة والانتظار أكثر سهولة.

٨-مهارات التفاوض

ستحتاج إلى بناء ركائز جديدة في شخصيتك، ومن بينها مهارات التفاوض والحوار. من التفاوض حول المشاريع وطريقة تنفيذها، إلى التفاوض على التسعير والتكلفة. إذا كنت تفقد اهتمامك بالتفاوض سريعًا، فأنت بحاجة للكثير من المران إذا أردت الاستمرار في العمل المستقل.

٩-التحفيز الذاتي

ما الذي يدفع الأشخاص للعمل كل يوم؟ حبّ العمل؟ حبّ العائد المالي؟ الحياة الاجتماعية المصاحبة؟ كلّ هذه المحفزات حقيقية وموجودة ولا يمكن التقليل من شأنها. كلّ منا لديه المحفزات المناسبة التي تدفعه. لكن، عندما يتعلق الأمر بالعمل المستقل نحتاج إلى دفعة مضاعفة من التحفيز الداخلي. لماذا نقول داخلي؟ لأنه لا يرتبط بالمؤثرات الخارجية المرتبطة بالعمل التقليدي كعقوبات التأخير عن الحضور أو خصم المستحقات المالية. في العمل المستقل أنتَ المسؤول الأول عن أدائك وستحتاج للشغف والحماس والاهتمام لتقدم لعملائك أفضل ما لديك.

أخيراً ان كنت ترى في نفسك الجرأة على بدء عملك الحر، جرب اليوم ان تسجل في منصة العمل الحر “بحر

بواسطة هيفاء القحطاني